أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
معنى الاستغاثة لغةً: استغاث الرجل: صاح واغوثاهُ، واستغاثني فلان فأغثته، وأغاثه الله وغاثه غوثا وغياثا، ويقول الواقع في بلية: اغثنى أي فرج عنى فالاستغاثة هي طلب الغوث والمدد من الله تعالى؛ إعلانا للافتقار والحاجة واللجوء إلى الله عز وجل، واقراراً له سبحانه بالعبودية، وإسلام الأمر له وحده، فلا حول ولا قوة إلا به، ولا ملجأ إلا إليه، ولا استعانة إلا به، ولا توكل إلا عليه، ويكون ذلك بعد الأخذ بكل الاسباب الممكنة بلا تقصير ولا إهمال، وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فقد خرج من بيته لملاقاة العير في أول الامر، ثم أخبر أن قريشًا قد تجهزت وعزمت على قتاله؛ فأخبر أصحابه واستشارهم، وجدد معهم البيعة على القتال، وتهيأ بما استطاع من قوة، ثم لجأ إلى الله تعالى يطلب منه المدد ويستنصره ويستعين به مع يقينه الجازم بأن الناصر هو الله، وأن الفضل يرجع إلى الله وحده سبحانه.. روى الإمام مسلم في صحيحه، عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف واصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر، فاستقبل القبلة، ثم مد يديه، فجعل يهتف بربه: "اللهم انجز لي ما وعدتني.. اللهم ائتني ما وعدتني.. اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام لا تعبد في الأرض".. فما زال يهتف بربه مادًا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك.. فأنزل الله. "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم.." فأمده الله بالملائكة).
ولقد تمثلت الاستجابة في إعلام الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بالإمداد بألف من الملائكة ﴿ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ .. وكان الاعلام بشرى وتطمين لقلوب المؤمنين، ثم قامت الملائكة بأداء ما كلفت به وقامت بتثبت المؤمنين، كما قامت بالضرب فوق اعناق المشركين وضرب كل بنان منهم (أي اطراف الاصابع)، وكان جبريل عليه السلام في مقدمة الملائكة؛ ذكر البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في باب (شهود الملائكة بدرًا): عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: هذا جبريل آخذ برأس فرسه، عليه أداة الحرب)؛ قال ابن حجر: عن الربيع بين انس قال: (كان الناس يوم بدر يعرفون قتلى الملائكة من قتلى الناس بضرب فوق الأعناق وعلى البنان مثل وسم النار).